أُعلن يوم أمس, وبشكل رسمي, عن إطلاق موقع النّهوض باللغة العربية ونطاقه الإلكتروني، وذلك في ورشة عمل إطلاق المبادرات للفريق الوطني للمحتوى الرّقمي العربيّ التي أقيمت في مركز رضا سعيد بجامعة دمشق, وليكون نطاق الموقع النّطاق العربيّ الأوّل في سورية بعد النطاق الذي سجلته هيئة خدمات الشبكة.
واختار الموقع نطاقه العربيّ باسم "العربيّة.سورية" أو "موقع العربيّة.سورية". وسيعمل الموقع باعتماد العنوان العربيّ، إضافة إلى العنوان باللّغة الانكليزيّة http://arabic.sy/?q=node
و كانت ورشة العمل قد افتُتحت يوم أمس الأربعاء 16 / 3/ 2011 السّاعة العاشرة صباحاً, وبرعاية الدّكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهوريّة, التي ناب عنها وزير الاتّصالات والتّقانة الدّكتور عماد الصّابوني ، رئيس لجنة النّهوض باللّغة العربيّة .
وتحدّث الدّكتور الصّابوني في بداية الافتتاح, عن ولادة هذه اللّجنة, التي شُكّلت بعد وثيقةٍ تقدّمت بها الجمهوريّة العربيّة السّوريّة إلى القمّة العربيّة بعنوان "مشروع النّهوض باللّغة العربيّة للتّوجه نحو مجتمع المعرفة", وذلك للمرّة الأولى في القمّة التي عُقدت في دمشق عام 2008، ليكون إقرارها مشروعاً عربيّاً في قمّة الدّوحة عام 2009, حيث جرى تكليف المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم (الأليكسو) بالتّنسيق مع الأمانة العامة, والوزارات, والمؤسّسات المعنية في الدّول الأعضاء لمتابعة تنفيذ المشروع، وإعداد تقرير دوريّ حول التّقدم المحرز في هذا الشّأن. وكان تشكيل اللّجنة بقرارٍ رئاسيٍّ دليل دعمٍ بأعلى المستويات لموضوع اللّغة واستخدامها، إذ أنّها وسيلة التّخاطب في مجتمع المعرفة ، وتجتمع اللّجنة دورياً، وترفع تقارير ربع سنوية عن تقدّم عملها إلى السّيدة نائب رئيس الجمهوريّة للشّؤون الثّقافية, الدّكتورة نجاح العطار.
كما تحدّث وزير الاتصالات عن أهمية المبادرات الثلاث المطروحة, التي تتضمن التّعلم المعرفي, والتقييس والاعتمادية, والمحتوى السّمعي البصري، و التي ستكون خطوة أولى باتجاه استراتيجية شاملة لصناعة المحتوى الرقمي العربيّ, التي من المتوقّع أن تتضح مكوناتها الرئيسية خلال انعقاد المؤتمر الوطنيّ الثّاني لصناعة المحتوى الرّقميّ العربيّ, الذي من المتوقّع أن يُعقد في تموز القادم , و ستكون إطاراً لجميع القوى الفاعلة من القطاع الحكومي والخاصّ والجمعيات الأهلية, للمساهمة بتنمية المحتوى الرّقميّ عن طريق موقع النهوض على الإنترنت, يسمح بتبادل المعلومات بين أعضاء اللّجنة من جهة, وبينهم وبين جمهور القرّاء من جهة أخرى, عن طريق تقديم مقترحات للنّهوض بمجتمع المعرفة, ليكون فيما بعد نقطة اتّصال بين اللّجان الوطنيّة على المستوى العربيّ . وأشار الصّابوني أيضاً إلى أنّ إطلاق المبادرات لا يعني نهاية المطاف, بل هو مقدّمة للعمل الفعلي في مجال المحتوى الرّقميّ , وأنّ هذه الأولويات وضعت انطلاقاً من نقاط القوة في سورية ولا تمنع الحرية والتّطوير .
بدوره أكّد الدّكتور غياث بركات وزير التّعليم العالي أنّ ما تضطلع به لجنة النّهوض باللّغة العربيّة للتّوجه نحو مجتمع المعرفة, والفريق الوطني للمحتوى الرّقمي العربي المنبثق عنها من مهام, ووضع آليات تنفيذ وإطلاق المبادرات والمشاريع, يعكس اهتمام سورية باللّغة العربية وتمكينها, معرباً عن استعداد وزارة التّعليم العالي لتنفيذ كل ما هو مطلوب منها من مقترحات وتوصيات تخرج بها هذه الورشة.
معاون وزير الإعلام نبيل الدبس عضو لجنة النهوض باللغة العربية، و منسق مبادرة صناعة المحتوى الرقمي العربي السمعي البصري قدّم عرضاً عن هذا المبادرة والطموح في استثمار عوامل النجاح الموجودة، لأخذ سورية زمام المبادرة في تأسيس صناعة معيارية منافسة للمحتوى الرقمي السمعي والبصري، مشيراً إلى المشاريع المحتملة في المبادرة، منها بوابة الأرشيف الوطني الرقمي السمعي والبصري.
كما قدّم الدّكتور خليل العجمي منسّق مبادرة المحتوى الرّقمي العربي في التعلم المعرفي, ما تتضمّنه المبادرة من آليات تنفيذ, موضحاً رؤيتها بتعزيز المحتوى الرقمي العربي و إغنائه بالمعارف العلمية والتكنولوجية والإنسانية ,وهدفها لتوفير المعارف التي تنتجها عملية التّعليم والتّعلم في المنطقة العربية بأنواعها المختلفة رقمياً .
واستعرض الدكتور فراس حمادة منسّق مبادرة تقييس واعتمادية صناعة المحتوى الرقمي العربي, ما تضمّنته من مشاريع وآليّات محتملة, حيث تهدف إلى طرح مشاريع تقوم على إنجاز معايير صناعة المحتوى الرّقمي العربي, واعتمادية هذه الصّناعة وفق إطار عمل معياري, ونظام إدارة محتوى رقمي عربي قياسي .
من الجدير الإشارة إلى بعض المشاريع التي تدخل في إطار عمل اللّجنة وهي : مشروع دعم الذّخيرة اللغّوية، دعم الموسوعة العربيّة، أرشفة المخطوطات القديمة، والتّنسيق مع لجنة التّمكين باللّغة العربيّة, وكذلك مجمع اللّغة العربيّة , والتّواصل مع اللّجان المشابهة في الدّول العربيّة.